التلاعب النفسي، أو ما يُعرف بـالتلاعب العقلي (Gaslighting)، هو نوع من السلوكيات التي تهدف إلى السيطرة على الآخرين واستغلالهم نفسيًا وعاطفيًا، غالبًا بطرق خفية تجعل الضحية تشك في نفسها أو تتنازل عن حقوقها. يعد هذا النوع من التلاعب من أكثر أشكال الإيذاء النفسي ضررًا، حيث يمكن أن يؤثر على الصحة النفسية والقدرة على اتخاذ قرارات مستقلة.
الشخص الذي يمارس التلاعب النفسي هو نفسه يعاني من مشاكل في النفس تجعله يستخدم هذه الشراسة المبطنة على من حوله لكي يتحكم بهم ويتلاعب بمشاعرهم ويجعلهم منقادين تحت سيطرته. هو لا يستخدم العنف الجسدي أو اللفظي ولكنه يعمل جاهدا على استفزاز الشخص الآخر ليشككه في ذاته وهذا الأسلوب يعتبر شراسة أو عدوانية سلبية (Passive Aggressiveness)

مظاهر التلاعب النفسي
المتلاعب النفسي يستخدم أساليب متعددة للسيطرة على الآخرين. وفيما يلي بعض الأمثلة عن التلاعب العقلي أو النفسي
- تشكيك الضحية في إدراكها للواقع
- مثال: إذا واجهت المتلاعب بحقيقة أو موقف معين، قد ينكر بشدة، ويقول:
- “أنت تتوهم.”
- “هذا لم يحدث أبدًا.”
- “أنت دائمًا تبالغ.”
هذا السلوك يدفع الضحية للتشكيك في ذاكرتها وإدراكها للواقع.
- مثال: إذا واجهت المتلاعب بحقيقة أو موقف معين، قد ينكر بشدة، ويقول:
- إلقاء اللوم على الضحية
- المتلاعب غالبًا ما يُظهر نفسه كضحية ليحول اللوم بعيدًا عنه. مثال: إذا اشتكيت من سلوكه، قد يقول:
- “أنت السبب في أنني تصرفت هكذا.”
- “لو كنت تهتم بي أكثر، لما حدث هذا.”
- المتلاعب غالبًا ما يُظهر نفسه كضحية ليحول اللوم بعيدًا عنه. مثال: إذا اشتكيت من سلوكه، قد يقول:
- التقليل من قيمة الآخر
- المتلاعب يجعل الضحية تشعر بأنها غير كافية أو أنها دائماً على خطأ. مثال
- “أنت حساس جدًا.”
- “لا أحد يصدقك غيري.”
- المتلاعب يجعل الضحية تشعر بأنها غير كافية أو أنها دائماً على خطأ. مثال
- التهديدات المبطنة
- المتلاعب قد يستخدم تهديدات غير مباشرة لإثارة الخوف. مثال:
- “إذا استمررت في هذا الأسلوب، لن يبقى أحد بجانبك.”
- “لن تعرف كيف تتدبر أمورك إذا ابتعدت عني.”
- المتلاعب قد يستخدم تهديدات غير مباشرة لإثارة الخوف. مثال:
كيفية التصرف مع المتلاعبين
- الوعي بسلوكيات التلاعب
- الخطوة الأولى في التعامل مع المتلاعبين هي التعرف على الأنماط الخبيثة في سلوكهم. بمجرد إدراكك أنك تُعامل بطريقة غير عادلة، يمكنك اتخاذ خطوات لحماية نفسك.
- وضع حدود واضحة
- لا تخف من قول “لا” عند الضرورة.
- مثال: إذا حاول المتلاعب إجبارك على شيء ضد إرادتك، قل:
- “أنا أقدر رأيك، لكنني سأفعل ما يناسبني.”
- عدم الانخراط في الجدال
- المتلاعبون يجيدون قلب الحقائق وتشتيتك. بدلاً من الدخول في جدال، حافظ على هدوئك وكرر وجهة نظرك بوضوح.
- مثال: “أنا واثق مما قلته، ولن أسمح بأن يتم تحوير كلامي.”
- الاستعانة بدعم خارجي
- شارك مشاعرك وتجاربك مع صديق موثوق أو متخصص نفسي. الدعم الخارجي يمكن أن يساعدك على رؤية الموقف بوضوح.
- الانسحاب إذا لزم الأمر
- إذا كان المتلاعب يؤثر على صحتك النفسية بشكل خطير، قد يكون من الأفضل تقليل الاحتكاك به قدر الإمكان أو الابتعاد عنه بشكل كامل.
عبارات يستخدمها المتلاعبون وتكشفهم
من المهم أن تكون على دراية بالعبارات الشائعة التي يستخدمها المتلاعبون لتوجيهك أو السيطرة عليك. ومنها:
- “أنت تبالغ دائمًا.” تهدف هذه العبارة إلى التقليل من أهمية مشاعرك وجعلك تشك في ردود أفعالك.
- “لقد كنت أمزح فقط، لماذا تأخذ الأمور بجدية؟” يستخدم المتلاعبون هذه العبارة للتنصل من سلوك جارح أو مهين.
- “الجميع يقول نفس الشيء عنك.” عبارة تهدف لإقناعك بأنك المشكلة، وأن رأيك أو موقفك غير معتبر.
- “أنت لا تفهمني أبدًا.” يلجأ المتلاعب لهذه العبارة لتجنب مواجهة القضايا الحقيقية ولإثارة شعورك بالذنب.
- “أنا أفعل هذا من أجلك.” محاولة لتبرير سلوكيات غير لائقة، وجعل الضحية تشعر بأنها ملزمة بقبولها.
- “واضح أنك تحتاج للمساعدة لأنك غير طبيعي” محاولة للتشكيك في قدراتك على إدراك الأمور
- “إنه خطأك أنت” يريد أن يضع اللوم عليك
- “أنت لا تتذكر الأمور جيدا بل وتتخيل أشياء” عبارة يستخدمها المتلاعب ليتهرب من أخطائه وينسحب
- “أنت دائما تهاجمني وتضع اللوم علي” يريد أن يقلب الطاولة عليك ويشعرك بالذنب
- “لماذا تحدثني/ترافقني لو كنت تراني بهذا السوء” هنا يلعب المتلاعب دور الضحية
- “هذا لم يحدث أبدا أو أنا لم أقل شيئا كهذا أبدا” أسلوب الإنكار للتهرب من مسؤولياته
- “اهدأ قليلاً” يريد أن يجعلك تبدو عصبيا أو عاجزا عن إدارة الموقف
أثناء التعامل مع الشخص المتلاعب يفضل الانتباه للعبارات وكذلك ردات فعلك، حيث إن هدفه هو استفزازك وجعلك تتصرف بالطريقة التي يريدها. يمكنك أن تتنفس بهدوء وتأخذ فترات صمت قبل الرد ليكون تفاعلك أكثر اتزانا ولا تقع في فخ المتلاعب.